الأحد، 24 يوليو 2011

متطرف مسيحى معادى للاسلام وراء تفجيرات اوسلو


بعد ساعات قليلة من الاعتداءين الداميين اللذين أوقعا 91 قتيلا على الأقل وإصابة 90 آخرين فى العاصمة النرويجية أوسلو وجزيرة قريبة منها، ألقت الشرطة القبض على شاب نرويجى فى الثانية والثلاثين من عمره يشتبه بتورطه فى الاعتداءين.

وقالت وسائل الإعلام النرويجية إن المشتبه فيه اسمه أندرس برينج بريفيك، وهى معلومة لم تؤكدها الشرطة لأسباب تتعلق بالتحقيق، وقال وزير العدل النرويجى كنوت ستوربيرجت الذى كان بجانبه فى المؤتمر الصحفى إنه لا يوجد "حتى الآن أى داع لرفع مستوى الخطر الذى يستهدف المملكة.


وأعلنت الشرطة النرويجية أن الشاب المتهم بارتكاب الاعتداءين الداميين الجمعة فى أوسلو وجزيرة قريبة لديه آراء معادية للإسلام، لكنها لم تكشف دوافعه، ووصفت الشرطة النرويجية المشتبه به الموقوف بـ "الأصولى المسيحى" وحملته مسئولية الاعتداءين الداميين، لكن بدون أن تستبعد توقيفات جديدة.


وقال مسئول فى الشرطة فى مؤتمر صحفى "وجدنا أسبابا لتحميله مسئولية" الاعتداءين، موضحا أنه يتبين من المعلومات الموجودة على الإنترنت أن الرجل النرويجى الجنسية و"الأصل" هو "أصولى مسيحى" بدون مزيد من الإيضاحات.


من جهة أخرى رفض مسئولون نرويجيون عرضا قدمه وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك لتقديم دعم لمواجهة الاعتداءات فى النرويج.


وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن باراك هاتف عددا من المسئولين فى الحكومة النرويجية وعرض عليهم مساعدة إسرائيل فى مواجهة الاعتداءات، إلا أنهم قالوا إن النرويج ليست بحاجة إلى مثل هذه المساعدات.


من جانبه وصف رئيس الوزراء النرويجى ينس الاعتداءين بـ"المأساة الوطنية"، وقال فى مؤتمر صحفى: "منذ الحرب العالمية الثانية لم تضرب بلادنا مطلقا أى جريمة بهذا الحجم"، مضيفا "أنه كابوس" متحدثا عما واجهه الشبان المشاركون فى المخيم الصيفى لشبيبة الحزب العمالى من "الخوف والدماء والموت" عندما فتح رجل متنكر بزى الشرطة النار فى جزيرة أوتويا القريبة من أوسلو.


وأوضح مسئول فى شرطة أوسلو أن 84 شخصا على الأقل قتلوا فى إطلاق النار فى جزيرة أوتويا القريبة من أوسلو فيما قتل سبعة آخرون فى تفجير قنبلة فى قلب حى الوزارات فى العاصمة النرويجية.


وبحسب المعلومات الواردة بشأن المتهم فإن الرجل وهو صاحب شعر أشقر متوسط الطول، يوصف بأنه "محافظ" و"مسيحى" عازب يهتم بالصيد وبألعاب إلكترونية مثل "وورلد أوف واركرافت" و"مودرن وارفير 2"، وعلى صفحته على موقع تويتر لا يوجد سوى رسالة واحدة تعود إلى 17 يوليو وهى كناية عن استشهاد بعبارة للفيلسوف الإنجليزى جون ستوارت ميل تقول "إن شخصا مؤمنا يملك من القوة ما يساوى مئة ألف شخص ليس لديهم سوى مصالح".


من جانبها، سارعت الولايات المتحدة والحلف الأطلسى والاتحاد الأوروبى والعديد من الدول إلى إدانة الاعتداءين وقدمت تعازيها.


وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هايدى برونك فولتون لوكالة الأنباء الفرنسية: "ندين أعمال العنف المقيتة هذه ونتقدم بالتعازى للضحايا وعائلاتهم، وقد اتصلنا بالحكومة النرويجية لإبلاغها تعازينا".


وهذه هى المرة الأولى التى يضرب فيها اعتداء بالقنبلة المملكة العضو فى الحلف الأطلسى والمشاركة بقوات فى أفغانستان وفى الغارات الجوية التى يشنها الحلف فى ليبيا.


وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون عن تعاطف الأمريكيين مع الحكومة النرويجية وأهالى ضحايا الهجومين اللذين وقعا بأوسلو وأسفرا عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.


وقالت كلينتون حسبما نقلت شبكة "إن بى سى" الأمريكية اليوم، السبت- إن هذا الحدث المأساوى الذى شهدته النرويج يذكرنا بقيمة الحياة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدين الإرهاب بشكل عام بغض النظر عن المكان الذى يأتى منه أو من يقوم بتنفيذ عملياته.


وقد أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية بهذه التصريحات أثناء تواجدها بجزيرة "بالى" الإندونيسية حيث تشارك فى المنتدى الإقليمى للآسيان.


من جهته بعث وزير الخارجية الايرانى على أكبر صالحى برقية عزاء إلى نظيره النرويجى يوناس غاره استوره يدين فيها الانفجار الذى وقع أمس الجمعة فى العاصمة النرويجية أوسلو، وذكرت وكالة أنباء مهر الإيرانية اليوم السبت أن صالحى قد أعرب خلال البرقية التى بعثها إلى وزير خارجية النرويج عن مواساته للشعب النرويجى وحكومته وأسر الضحايا التى راحت نتيجة ذلك الانفجار.


كما أعرب الأمين العام للمجلس الأوروبى ورئيس وزراء نرويج الأسبق توربيورن ياجلاند عن ثقته الكاملة بأن بلاده ستخرج من المحنة التى تعصف بها حاليا أقوى من ذى قبل.


وقال ياجلاند- فى تصريح لتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) اليوم السبت- إن النرويج طالما مرت بظروف صعبة وتجاوزتها من خلال الاتحاد والتكاتف، واعتبر ياجلاند أن الاعتداء الذى شهدته النرويج أمس الجمعة يعد بمثابة هجوم على كافة المؤسسات الديمقراطية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق