
ويأتي هذا الاتهام في الوقت الذي لم تجف فيه دماء مسلمين ومسيحيين سقطوا في اشتباكات بين الجانبين في حي "إمبابة" بمحافظة الجيزة؛ بسبب فتاة تدعى "عبير" قالت إنها مسيحية، وإن الكنسية احتجزتها قبل أن تتمكن من الفرار، وتشهد الساحة احتقانًا بين المسلمين والمسيحيين جراء اتهام الكنيسة باحتجاز سيدات مسيحيات أشهرن إسلامهن.
وقالت الفتاة، وتدعى رغدة سالم عبد الفتاح (19 عامًا) من حي "إمبابة" أيضا في لقاء مصور لصحيفة الوفد، إنها كانت كان في طريقها للتسوق في محلات وسط القاهر، ولكنها بالقرب من مكان مظاهرة عند مبنى التلفزيون ينظمها أقباط.
وقالت دعاني أحد المتظاهرين ويحمل إنجيلا وصليبا للانضمام إليهم، ولكنني فوجئت باشتباكات بين الجيش والمتظاهرين سقطت خلالها فاقدة الوعي.
وبعد أن فاقت رغدة قالت إنها وجدت نفسها مقيدة في غرفة بمكان مجهول وبجانبها 4 سيدات مسلمات.
وأضافت الفتاة قبل أن تكشف عن رأسها أمام الكاميرا أن الجناة قصوا شعورهن جميعا، ثم دقوا الصليب بآلة حادة على أيديهن، ما أدى إلى إصابة اثنين منهن بنزيف دون أن يتلقين أية إسعافات ولا يعرفن مصيرهن حتى الآن، ثم تركنها ليلا حتى لا تعرف أين كانت محتجزة.
ومن جانبها قالت السيدة عواطف والدة الفتاة إن عددا من كبار المسؤولين الأمنيين زاروها في البيت عقب ظهور قصة ابنتها على صفحات "الوفد"، وإنهم اصطحبوا الفتاة إلى المكان الذي تم إخلاء سبيلها منه على الطريق الدائري بهدف كشف ملابسات الحادث، ومعرفة مكان احتجازها مع خمس فتيات محجبات أخريات.
وقد انهالت الاتصالات الهاتفية من مسؤولين مصريين وأجانب على مقر صحيفة وحزب الوفد للاستفسار عن حقيقة القصة المنشورة، كما قام قسم شرطة إمبابة باستدعاء رغدة ووالدتها يوم الثلاثاء لسماع أقوالهما.
وحول سبب تأخر نشر هذه القصة رغم مرور شهرين، قالت الأم إنها حاولت من قبل كثيرا الوصول لبعض الصحف وقنوات التلفزيون المصري لكنها فشلت، كما إنها قدمت بالفعل بلاغات لقسم شرطة إمبابة يوم 16 مارس/آذار الماضي عقب الاختطاف بيوم واحد، وقيد برقم 2671 إداري، كما قدمت شكوى لوزارة الداخلية بتاريخ 17 مارس/آذار قُيدت برقم 1383، ولكن أحدًا لم يستدعها حتى تم النشر في الصحيفة، مؤكدة صحة كل المعلومات التي نشرتها الصحيفة.
وكان الدكتور علي جمعة مفتي مصر حذر من الانزلاق إلى الفتنة الطائفية الذميمة، وقيام حرب أهلية على إثر محاولات بعض المغرضين الخارجين عن الشرعية بالتعدي على سيادة القانون وهيبة الدولة من مثيري الفتنة والاختلاف بين أبناء الأمة الواحدة.
ودعا المفتي جميع المواطنين والمفكرين والمثقفين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي بتحمل مسؤولياتهم الوطنية في وأد محاولات الفتنة الطائفية بين نسيج الوطن الواحد، الذي نجح في تحدي محاولات الوقيعة على مر الأزمان والعصور، لافتًا إلى أن مصر تمر حاليًا بمرحلة حرجة ومفصلية في تاريخها المعاصر، تسعى خلالها بعض الأيادي الخفية في نشر الفوضى وعدم الاستقرار في مصر، في محاولات يائسة لإغراقها وإضعافها داخليًا وخارجيًا.

0 التعليقات:
إرسال تعليق